١٦٨ کتاب انزله الرّحمن ليقرّب به من فی الامکان اِلی البحر الّذی تموّج باسمه العظيم من النّاس من اعرض عنه و جادل بالبرهان و منهم من شرب رحيق الايقان باسمه المهيمن علی العالمين قد خسر الّذين توجّهوا اِلی نعيب الغراب معرضين عن اصغآء ما هدرت به الورقآء علی افنان دوحة البقاء انّه لا اله الّا انا العليم الحکيم هذا يوم استضاء من نور الوجه و طافت حوله اللّيالی و الايّام طوبی لبصير رأی و لظمأن فاز بهذا الکوثر المبين طوبی لمن يصدع بالحقّ و يسعی فی خدمة امر ربّه المقتدر القدير

ان يا عبد النّاظر اِلی الوجه ان استمع نداء ربّک الابهی من مطلع العظمة و الکبريآء انّه يقرّبک اِلی الافق الأعلی و ينطقک بثناء تنجذب به الاشياء و بذکر يؤثّر فی الانشاء انّ ربّک لهو المهيمن العزيز الخبير

ان اجمع احبّاء اللّه فی هناک ثمّ ذکّرهم بذکری الجميل قد نزّلنا لهم لوحا به تضوّع عرف الرّحمن فی الاکوان ليفرحنّ و يستقيمنّ علی هذا الأمر البديع

قد انزلنا فی السّجن کتابا سمّی لدی العرش بالکتاب الاقدس و فيه شرعنا الشّرايع و زيّنّاه باوامر ربّک الآمر علی من فی السّموات و الارضين قل يا قوم تمسّکوا به ثمّ اعملوا بما نزّل فيه من بدايع احکام ربّکم الغفور الکريم انّه ينفعکم فی الدّنيا و الآخرة و يطهّرکم عمّا لا ينبغی انّه لهو المدبّر المبيّن المعطی الباذل العزيز الحميد

نعيما لک بما وفيت بميثاق اللّه و عهده و فزت بهذا اللّوح ١٦٩ الّذی به ثبت ذکرک فی لوح الحفيظ کن خادما لامر موليک و ذاکرا بذکره و مثنّيا بثنائه لينتبه به کلّ غافل بعيد

کذلک مننّا عليک فضلاً من عندنا و انا الغفور الرّحيم .