ان يا ايّها المسافر اِلی اللّه خذ نصيبک من هذا البحر و لا تحرم نفسک عمّا قدّر فيه و کن من الفائزين و لو يرزقنّ کلّ من فی السّموات و الارض بقطرة منه ليغنينّ فی انفسهم بغناء اللّه المقتدر العليم الحکيم خذ بيد الانقطاع غرفة من هذا البحر الحيوان ثمّ رشّح منها علی الکائنات ليطهّرهم عن حدودات البشر و يقرّبهم بمنظر اللّه الاکبر هذا المقرّ المقدّس المنير و ان وجدت نفسک وحيداً لا تحزن فاکف بربّک ثمّ استأنس به و کن من الشّاکرين بلّغ امر مولاک اِلی کلّ من فی السّموات و الأرض ان وجدت مقبلاً فاظهر عليه لئالئ حکمة اللّه ربّک فيما القاک الرّوح و کن من المقبلين و ان وجدت معرضاً فاعرض عنه فتوکّل علی اللّه ربّک و ربّ العالمين تاللّه الحقّ من يفتح اليوم شفتاه فی ذکر اسم ربّه لينزل عليه جنود الوحی عن مشرق اسمی الحکيم العليم و ينزلنّ عليه اهل ملأ الأعلی بصحاف من النّور و کذلک قدّر فی جبروت الأمر من لدن عزيز قدير و للّه خلف سرادق القدس عباد يظهرنّ فی الارض و ينصرنّ هذا الأمر و لن يخافنّ من احد و لو يحاربنّ معهم کلّ الخلائق اجمعين اولئک يقومنّ بين السّموات و الأرض و يذکرنّ اللّه باعلی ندائهم و يدعون النّاس اِلی صراط اللّه العزيز الحميد ان اقتد بهؤلاء و لا تخف من احد و کن من الّذين لا يحزنهم ضوضاء النّاس فی سبيل بارئهم و لا يمنعهم لومة اللّائمين اذهب بلوح اللّه و آثاره اِلی الّذينهم آمنوا و بشّرهم برضوان القدس ثمّ انذر المشرکين قل يا قوم تاللّه قد جئتکم عن جهة العرش بنبأ من اللّه المقتدر العليّ العظيم و فی يدی حجّة من اللّه ربّکم و ربّ آبائکم الاوّلين انتم وزّنوها بقسطاس الحقّ بما عندکم من حُجج النّبيّين و المرسلين ان وجدتموها علی حقّ من عند اللّه ايّاکم ان لا تجادلوا بها و لا تبطلوا اعمالکم و لا تکوننّ من المشرکين تلک آيات اللّه قد نزّلت بالحقّ و بها حقّق أمره بين بريّته و ارتفعت رايات التّقديس بين السّموات و الأرضين قل يا قوم هذه لصحيفة المختومة المحتومة الّتی کانت مرقومة من اصبع القدس و مستورة خلف حجب الغيب و قد نزلت بالفضل من لدن مقتدر قديم و فيها قدّرنا مقادير اهل السّموات و الأرض و علم الاوّلين و الآخرين لن يعزب عن علمه شیء و لن يعجزه امر عمّا خلق و يخلق ان انتم من العارفين قل قد جائت کرّة الاخری و بسطنا يد الاقتدار علی کلّ من فی السّموات و الأرض و اظهرنا من سرّنا الاعظم علی الحقّ الخالص سرّاً اقلّ عمّا يحصی اذاً ماتت الطّوريّون عند مطلع هذا النّور الحمراء علی بقعة السّيناء و کذلک جاء جمال الرّحمن علی ظلل البرهان و قضی الأمر من لدی اللّه العزيز الحکيم قل للحوريّة الفردوس ان اخرجی من غرف القدس ثمّ البسی من حرر البقاء کيف تشاء و من سندس السّناء باسمی الأبهی ثمّ اسمعی نغمات الأبدع الاحلی عمّا ارتفع عن جهة عرش ربّک العليّ الاعلی ثمّ اطلعی عن افق النّقاب بطراز الحوراء و لا تحرمی العباد من انوار وجهک البيضاء و ان سمعت تشهّق اهل الأرض و السّماء لا تحزنی دعيهم ليموتنّ علی تراب الفناء و ينعدمنّ بما اشتعلت فی نفوسهم نار البغضاء ثمّ غنّی علی احسن النّغمات بين الارضين و السّموات فی ذکر اسم مليک الاسمآء و الصّفات و کذلک قدّرنا لک الامر و انّا کنّا قادرين ايّاک ان لا تخلعی عن هيکلک الاطهر قميص الأنور ثمّ زدی عليه فی کلّ حين من حلل البقاء فی جبروت الأنشاء ليظهر منک طراز اللّه فی کلّ ما سواه و يتمّ فضل ربّک علی العالمين و ان وجدت من احدٍ رائحة حبّ ربّک ان افدی نفسک فی سبيله لانّا خلقناک له و لذا اخذنا عنک العهد فی ذرّ البقاء عند معشر المقرّبين و لا تجزعی عن رمی الظّنونات من اهل الاشارات دعيهم بانفسهم لانّهم اتّبعوا همزات الشّياطين ثمّ صيحی بين الأرض و السّمآء تاللّه الحقّ انّی لحوريّة خلقنی البهآء فی قصر اسمه الابهی و زيّن نفسی بطراز الاسماء فی الملأ الأعلی و انّی لقد کنت محفوظة خلف حجبات العصمة و مستورة عن انظر البريّة اذاً سمعت ابدع الالحان عن شطر ايمن الرّحمن و شهدت بانّ الجنان تحرّکت فی نفسها شوقاً لاستماعها و طلباً للقائها کذلک نزّلنا فی قيّوم الاسمآء علی لحن البقاء و علی لحن الأحلی فی هذا اللّوح المبين قل انّه لهو الحاکم فيما يشاء بسلطانه يحکم ما يريد بامره و لا يسئل عمّا شاء و اراد و انّه لهو المختار القادر الحکيم انّ الّذينهم کفروا باللّه و سلطانه اولئک غلبت عليهم النفس و الهوی و رجعوا الی مقرّهم فی النّار فبئس مقرّ المنکرين ...