فانظروا فی النّاس و قلّة عقولهم يطلبون ما يضرّهم و يترکون
ما ينفعهم الا انّهم من الهآئمين انّا نری بعض النّاس ارادوا
الحرّية و يفتخرون بها اولئک فی جهل مبين انّ الحرّية تنتهی
عواقبها الی الفتنة الّتی لا تخمد نارها کذلک يخبرکم محصی العليم
فاعلموا انّ مطالع الحرّية و مظاهرها هی الحيوان و للانسان ينبغی
ان يکون تحت سنن تحفظه عن جهل نفسه و ضرّ الماکرين انّ الحرّية
تخرج الأنسان عن شئون الادب و الوقار و تجعله من الارذلين
فانظروا الخلق کالاغنام لابدّ لها من راع ليحفظها انّ هذا لحقّ
يقين انّا نصدّقها فی بعض المقامات دون الآخر انّا کنّا عالمين
قل الحرّية فی اتّباع اوامری لو انتم من العارفين لو اتّبع
النّاس ما نزّلناه لهم من سمآء الوحی ليجدنّ انفسهم فی حرّية
بحتة طوبی لمن عرف مراد اللّه فيما نزّل من سمآء مشيّته
المهيمنة علی العالمين قل الحرّية الّتی تنفعکم انّها فی
العبوديّة للّه الحقّ و الّذی وجد حلاوتها لا يبدّلها بملکوت ملک السّموات و الأرضين ...