قل انّا انزلنا من جهة العرش مآء البيان لينبت به من قلوبکم
نبتات الحکمة و التبيان افلا تشکرون انّ الّذين استنکفوا عن
عبادة ربّهم اولئک قوم مدحضون و اذا تتلی عليهم الآيات يصرّون
مستکبرين و يصرّون علی الحنث و لا يشعرون و الّذين کفروا اُولئک
فی ظلّ من يحمُوم قد اتت السّاعة وهم يلعبون قد اخذوا بناصيتهم و
لا يعرفون قد وقعت الواقعة وهم عنها يفرّون و جآئت الحاقّة وهم
عنها مُعرضون هذا يوم يهرب فيه کلّ مرءٍ من نفسه و کيف ذوی
القربی لو انتم تفقهون قل تاللّه قد نفخ فی الصّور و نری النّاس
هم منصعقون و صاح الصّآئح و نادی المناد الملک للّه المقتدر
المهيمن القيّوم هذا يوم فيه شاخصت الأبصار و فزع من فی الأرض
الّا من شاء ربّک العليم الحکيم قد اسودّت الوجوه الّا من اتی
الرّحمن بقلب منير قد سکّرت ابصار الّذينهم کفروا عن النّظر الی
اللّه العزيز الحميد قل اما قرئتم القرآن فاقرئوا لعلّ تجدون
الحقّ انّه لصراط مستقيم هذا صراط اللّه لمن فی السّموات و الأرضين
ان نسيتم القرآن ليس البيان عنکم ببعيد انّه بين ايديکم ان
اقرئوه لعلّ لا ترتکبوا ما ينوح به المرسلون قوموا من الاجداث
اِلی متی ترقدون هذِه نفخة اخری الی من تنظرون هذا ربّکم الرّحمن
و انتم تجحدون قد زلزلت الأرض و اخرجت اثقالها افانتم تنکرون
قل اما ترون الجبال کالعهن و القوم من سطوة الأمر مضطربون تلک
بيوتهم خاوية علی عروشها وهم جند مغرقون هذا يومٌ فيه اتی
الرّحمن علی ظلل العرفان بسلطان مشهود انّه لهو الشّاهد علی
الاعمال و انّه لهو المشهود لو انتم تعرفون قد انفطرت سمآء
الاديان و انشقّت ارض العرفان و الملئکة منزلون قل هذا يوم
التّغابن الی من تهربون قد مرّت الجبال و طويت السّمآء و
الأرض فی قبضته لو انتم تعلمون هل لأحدٍ من عاصم لا فو نفسه
الرّحمن الّا اللّه المقتدر العزيز المنّان قد وضعت کلّ ذات حمل
حملها و نری النّاس سکاری فی هذا اليوم الّذی فيه اجتمع الأنس و
الجان قل اَ فی اللّه شکّ ها انّه قد اتی عن مطلع الفضل بقدرة و
سلطان ام فی آياته ان افتحُوا الأبصار انّ هذا لهو البرهان قد
ازلفت الجنّة عن اليمين و سعّرت الجحيم و تلک هی النّيران ان
ادخلوا الجنّة رحمة من عندنا و اشربوا فيها خمر الحيوان من يد
الرّحمن هنيئا لکم يا اهل البهآء تاللّه انتم الفائزون هذا ما فاز
به المقرّبون و انّه لمآء مسکوب الّذی وُعدتم به فی الفرقان ثمّ
فی البيان جزآء من ربّکم الرّحمن طوبی للشّاربين ان يا عبد
النّاظر ان اشکر اللّه بما نزّل لک فی السّجن هذا اللّوح لتذکّر
النّاس بايّام ربّک العزيز العليم کذلک اسّسنا لک بنيان الايمان
من ماء الحکمة و البيان و هذا مآء الّذی کان مستوی علی عرش ربّک
الرّحمن و کان عرشه علی المآء فکّر لتعرف و قل الحمد للّه ربّ العالمين