ثمّ اعلم بانّا ارفعنا حکم السّيف و قدّرنا النّصر باللّسان و
ما يظهر من البيان و کذلک کان الامر عن جهة الفضل مقضيّا قل يا
قوم لا تفسدوا فی الأرض و لا تحاربوا مع نفس لانّ ربّک اودع مدائن
الأرض کلّها بيد الملوک و جعلهم مظاهر قدرته علی ما هم عليه و
ما اراد لنفسه من الملک شيئاً و کان نفسه الحقّ علی ذلک شهيدا بل
اراد لنفسه مدائن القلوب ليطهّرهم عن دنس الأرض و يقرّبهم الی
مقرّ الّذی کان عن مسّ المشرکين محفوظا ان افتحوا يا قوم مدائن
القلوب بمفاتيح البيان و کذلک نزلنا الأمر علی قدر مقدورا
تاللّه انّ الدّنيا و زخرفها و ما فيها من آلائها لم يکن عند
اللّه الّا ککفٍّ من التّراب بل احقر لو کان النّاس فی انفسهم
بصيرا طهّروا انفسکم يا ملأ البهآء عن الدّنيا و ما فيها
تاللّه انّها لا ينبغی لکم دعوها لاهلها و توجّهوا الی منظر قدس
منيرا و ما ينبغی لکم هو حبّ اللّه و مظهر نفسه و اتّباعکم بما
يظهر من عنده ان انتم بذلک عليما قل زيّنوا نفوسکم بالصّدق و
الادب و لا تحرموا انفسکم من خلع الحلم و العدل ليهبّ من شطر
قلوبکم علی الممکنات روايح قدس محبوبا قل ايّاکم يا ملأ البهاء
لا تکونوا بمثل الّذين يقولون ما لا يفعلونه فی انفسهم ان اجهدوا
بان يظهر منکم علی الأرض آثار اللّه و اوامره ثمّ اهدوا النّاس بافعالکم لانّ
فی الاقوال يشارکون اکثر العباد من کلّ وضيع و شريفا و لکنّ
الاعمال يمتازکم عن دونکم و يظهر انوارکم علی من علی الأرض
فطوبی لمن يسمع نصحی و يتّبع ما امر به من لدن عليمٍ حکيما .