بِسْمِهِ المُجَلّی عَلی مَنْ فِی الأِمکانِ
يا قَلَمَ الأعْلی قَدْ اَتی رَبيعُ البَيانِ بِما تَقَرَّبَ
عيْدُ الرَّحْمنِ قُمْ بَيْنَ المَلَأِ الأِنشاءِ بِالذِّکرِ و
اَلثَّناء عَلی شَأنٍ يُجَدَّدُ بِه قَميْصُ الأِمکانِ وَ لا
تَکُنْ مِنَ الصّامِتْينَ قَدْ طَلَعَ نَيِّرُ الأِبتِهاج مِنْ
اُفُقِ سَمآءِ اسْمِنَا البَهّاج بِما تَزَيَّنَ مَلکُوتُ
الأَسماء بِاسمِ رَبِّکَ فاطِرِ السَّمآءِ قُمْ بَيْنَ الاُمَمِ
بهذَا الاِسمِ الاَعظَمِ وَ لا تَکُنْ مِنَ الصّابِريْنَ اِنّا
نَريکَ مُتَوَقِّفاً عَليَ اللَّوْح هَلْ اَخَذَتکَ الحَيْرَةُ
مِنْ اَنوارِ الجَمالِ وَ الاَحزانُ بِما سَمِعتَ مَقالاتِ
اَهلِ الضَّلالِ اِيّاکَ اَنْ يَمنَعکَ شیءٌ عَن ذِکرِ هذا
اليَومِ الّذی فُکَّ رَحيقُ الوِصالِ بِاِصْبَعِ القُدرَةِ وَ
الجَلالِ وَ دُعِيَ مَنْ فِی السَّمواتِ وَ الأَرَضينَ وَ اْختَرتَ
الأِصطِبارَ بَعْدَ الَّذی وَجَدْتَ نَفَحاتِ اَيّامِ اللّهِ
اَمْ کُنتَ مِن المحتجِبينَ يا مالِکَ اَلأَسمآءِ و فاطِرَ
السَّمآءِ لَسْتُ مُحتَجِبَاً مِنْ شئوناتِ يَومِکَ الَّذی
اَصْبَحَ مِصباحَ الهُدی بَينَ الوَری و آيَةَ القِدَمِ لِمَنْ
فيِ العالَمِ لَو کُنتُ صامِتاً هذا مِنْ حُجُباتِ خَلقِکَ وَ
بَريَّتِکَ وَ لو کُنْتُ ساکِناً اِنَّهُ مِن سُبُحاتِ اَهلِ
مَمْلَکَتِکَ تَعْلَمُ ما عِنْدی وَ لا اَعْلَمُ ما عِندَکَ اِنّکَ
اَنْتَ العَليمُ الخَبيرُ بِاسمِکَ المُهَيمنِ عَليَ الأَسمآءِ
لَو جائَنی اَمرُکَ المُبرَمُ الأَعلی لَأَحْيَيْتُ مَنْ عَليَ
الأَرضِ بِالکَلِمَةِ العُليا الَّتی سَمِعتُها مِن لسانِ قُدرتکَ
فی مَلَکُوتِ عِزِّکَ وَ بَشَّرتُهُم بِالمَنظَرِ الأَبهی مَقامِ
الَّذی فيه ظَهَر المَکنُونُ بِاسمِکَ الَظاهر المُهَيمنِ القَيُّومِ
يا قَلَمُ هَلْ تَرَی اليَومَ غَيريْ اَيْنَ الأَشياءُ وَ ظُهُوراتُها
وَ اَيْنَ الأَسماءُ وَ مَلکوتها و البواطِن وَ اَسرارُها وَ
الظَّواهِرُ وَ آثارُها قَدْ اَخذ الفَناءُ مَن فِی الأِنشاءِ وَ
هذا وَجْهِيَ الباقِی المُشرِقُ المُنيرُ هذا يَومٌ لا يُری
فيهِ اِلّا الأَنوارُ الَّتی اَشْرَقَتْ و لاحَتْ مِنْ اُفُقِ
وَجهِ رَبِّکَ العَزيزِ الکَريمِ قَد قَبَضنَا الأَرواحَ بِسُلطانِ
القُدرَةِ وَ الأِقتِدارِ وَ شَرَعنا فی خَلقٍ بَديعٍ فَضْلاً مِن
عِندِنا وَ اَنَا الفَضّالُ القَديمُ هذا يَوْمٌ فيهِ يَقُولُ
اللّاهُوتُ طُوبی لَکَ يا ناسُوتُ بما جُعِلْتَ مَوْطِئَ قَدَمِ
اللّهِ وَ مَقَرَّ عَرشِهِ العَظيمِ وَ يَقُولُ الجَبَرُوتُ نَفْسی
لَکَ الفِداءُ بِمَا اسْتَقرَّ عَلَيکَ مَحْبُوبُ الرَّحمنِ الَّذی
بِه وُعِدَ ما کانَ وَ ما يَکُونُ هذا يَومٌ فيهِ استَعْطَر کُلُّ
عِطرٍ مِن عِطرِ قَمْيصِ الَّذی تَضَوَّعَ عَرْفُهُ بَينَ العالَمْينَ
هذا يَومٌ فيهِ فاضَ بَحرُ الحَيَوانِ مِنْ فَمِ مَشِيَّةِ الرَّحمنِ
هلمّوا وَ تعالُوا يا مَلَأَ الأَعلی بِالأَرواحِ وَ القُلُوبِ قُلْ
هذا مَطْلَعُ الغَيْبِ المَکنُونِ لَو أَنْتُمْ مِن العارِفينَ وَ هذا
مَظْهَرُ الکَنْزِ المَخزُونِ اِنْ أَنْتُمْ مِنَ القاصِديْنَ وَ هذا
محبُوبُ ما کانَ وَ ما يکُونُ لَو اَنتُم مِنَ المُقبِلْينَ يا قَلمُ
اِنّا نُصَدِّقکَ فيمَا اعتَذَرتَ به فی الصَّمْتِ ما تَقُولُ فی
اَلحَيْرةِ الَّتی نَريکَ فيها يَقُولُ اِنَّها مِنْ سُکرِ خَمرِ
لِقائِکَ يا مَحبُوبَ العالَمينَ قُمْ بَشِّرِ الأِمکانَ بما تَوَجَّه
الرَّحمنُ اِلی الرِّضْوانِ ثُمَّ اهْدِ النّاسَ اِليَ الجَنَّةِ
الَّتی جَعَلَهَا اللّهُ عَرشَ الجِنانِ اِنّا جَعَلناکَ الصُّورَ
الأَعظَم لِحيوةِ العالَمينَ قُلْ تِلکَ جَنَّةٌ رُقِمَ عَلی اَوْراقِ
ما غُرِسَ فيها مِنْ رَحيقِ البَيانِ قَدْ ظَهَرَ المَکنُونُ بِقُدرَةٍ
وَ سُلطانٍ اِنَّها لَجَنَّةٌ تَسْمَعُ مِنْ حَفيفِ اَشجارِها يا مَلَأَ
الأَرضِ وَ الْسَّمآءِ قَد ظَهَر ما لا ظَهَرَ مِنْ قَبْلُ وَ اَتی مَنْ
کانَ غَيْباً مَستُوراً فی اَزَلِ الآزالِ وَ مِنْ هَزيزِ ارياحِها قَدْ
اَتَی المالِکُ و المُلکُ للّه وَ مِنْ خريرِ مائها قَد قَرَّتِ الْعيُونُ
بِما کَشَفَ الغَيبُ المکنوُنُ عَنْ وَجهِ الجَمالِ سِترَ اْلجَلالِ وَ
نادَتْ فيهَا الحُوريّاتُ مِن اَعْلَی الغُرَفاتِ اَنِ ابشِرُوا يا
اَهْلَ الجِنانِ بما تَدُقُّ انامِلُ القِدَمِ النّاقُوسَ الاَعظَمَ فی
قُطبِ الَسّمآءِ بِاسمِ الأبهی وَ اَدارَتْ ايادی اَلعَطاءِ کوثَرَ
البَقاءِ تَقَرَّبُوا ثُمَّ اْشرَبُوا هَنيئاً لَکُم يا مَطالِعَ الشَّوقِ
وَ مَشارِقَ الأِشتِياقِ اِذاً طَلَعَ مَطْلَعُ الأَسمآءِ مِن سُرادِقِ
الکِبْرِياءِ مُنادياً بَيْنَ الأَرْضِ وَ اَلسّمآءِ يا اَهْلَ
الرِّضْوانِ دَعُوا کؤوسَ الجِنانِ وَ ما فِيهنَّ مِنْ کَوثَرِ الحَيَوانِ
لِأنَّ اهَلَ البهاءِ دَخَلوا جَنَّة اللِّقاءِ وَ شَرِبوا رَحيقَ
الوِصالِ مِنْ کأسِ جَمالِ رَبِّهمُ الغَنِيِّ المُتَعالِ يا قَلَمُ
دَعْ ذِکرَ الأِنشآءِ وَ تَوَجّهْ اِلی وَجْهِ رَبّکَ مالِکِ الأَسمآءِ
ثُمَّ زَيِّنِ الْعالَم بِطِرازِ اَلطافِ رَبِّکَ سُلطانِ القِدَمِ
لِأَنّا نَجِدُ عَرْفَ يَوْمٍ فيْهِ تَجَلَّی المقْصُودُ عَلی مَمالِکِ
الغَيْبِ وَ الشُّهُودِ بِاسمائِه الحُسنی وَ شُموسِ اَلْطافِه
الَّتی مَا اطَّلَعَ بها اِلّا نفسهُ المُهَيمِنَةُ عَلی مَنْ فِی
الأِبداعِ لاَ تَنظُرِ الخَلْقَ اِلّا بعَينِ الرّأفَةِ وَ الوِدادِ
لِأَنَّ رحمَتَنا سَبَقَتِ الأَشياءَ وَ اَحاطَ فَضْلُنا الأرَضيْنَ وَ
السَّمواتِ وَ هذا يَوْمٌ فيهِ يُسقِی الْمُخلِصُونَ کَوثَرَ الِلّقاءِ وَ
الْمُقَرَّبُونَ سَلسَبيلَ القُربِ وَ الْبَقاءِ وَ المُوَحِّدُونَ خَمْرَ
الوِصالِ فی هذَا المَآلِ الَّذی فيهِ يَنطِقُ لِسانُ العَظَمَةِ و
الأِجْلالِ المُلکُ لِنَفسی وَ اَنا المالِکُ بِالأِستِحقاقِ اِجْتَذِبِ
القُلُوبَ بنداءِ المَحبُوبِ قُلْ هذا لَحْنُ اللّهِ اِنْ اَنتُم تَسمَعُونَ
وَ هذا مَطْلَعُ وَحيِ اللّهِ لو انتُم تَعرِفُونَ وَ هذا مَشرِقُ اَمرِ
اللّهِ لَو اَنتُم تُوقِنُونَ وَ هذا مَبدَءُ حُکمِ اللّهِ لَو انتُم
تُنصِفُونَ هذا لَهُوَ السِّرُّ الظّاهِرُ المَستُور لو اَنتُم تَنظُرُونَ
قُلْ يا مَلأَ الأِنشآءِ دَعوْا ما عِنْدَ کُمْ بِاسمی المُهَيمِنِ عَلی
الأَسمآءِ وَ تَغَمَّسُوا فی هذَا البَحرِ الَّذی فيهِ سُتِرَ لَئالِئُ
الحِکمَةِ وَ التِّبيانِ وَ تَمَوَّجَ بِاسمِيَ الرّحمنِ کذلکَ يُعَلِّمُکُم
مَنْ عِندَهُ اُمُّ الکِتابِ قَدْ اَتَی المَحبُوبُ بِيَدِهِ اْليُمْنی
رَحْيقُ اسمِهِ المَختُومُ طُوبی لمَنْ اَقْبَلَ وَ شَرِبَ وَ قالَ لَکَ
الحَمْدُ يا مُنْزِلَ الأياتِ تَاللّهِ ما بَقِيَ مِنْ اَمْرٍ اِلّا وَ
قَدْ ظَهَرَ بِالحقِّ وَ ما مِنْ نِعمَةٍ اِلّا وَ قَدْ نَزَلَتْ بِالْفَضْلِ
وَ ما مِنْ کَوثَرٍ اِلّا وَ قَدْ ماجَ فِی الکُوْبِ وَ ما مِنْ قَدحٍ
اِلّا وَ قَدْ اَدارَهُ الْمَحْبُوبُ اَنْ اَقبِلُوا وَ لا تَوَقَّفُوا اَقلَّ
مِنْ آنٍ طُوبی لِلَّذينَ طارُوا بِاَجنحةِ الأِنقِطاعِ اِلی مقامٍ
جَعَلَهُ اللّهُ فَوقَ الأِبداعِ وَ استَقامُوا عَليَ الأَمرِ عَلی شَأنٍ
ما مَنَعَتهُم اَوهامُ العُلَماءِ وَ لا جُنُودُ الآفاقِ يا قَومِ هَل
مِنکُمْ مِنْ اَحَدٍ يَدَعُ الْوَری مُقبِلاً اِليَ اللّهِ مالِکِ اَلأسماءِ
وَ يَضَعُ ما عِندَ النّاسِ بِسُلطانِ اسْمِيَ المُهَيمِنِ عَليَ الأَشيآءِ
آخِذاً بِيَدِ القُوَّةِ ما اُمِرَ بِه مِن لَدَی اللّهِ عالِمِ السِّرِّ
و الأَجهارِ کَذلِکَ نُزِّلَتِ النِّعمَةُ وَ تَمَّتِ الحُجَّةُ وَ
اَشْرَقَ البُرهانُ مِنْ اُفُقِ الرَّحمنِ اِنَّ الفَوزَ لِمَنْ اَقبَلَ وَ
قَالَ لکَ الْحَمدُ يا مَحبُوبَ العالَميْنَ و لَکَ الحَمدُ يا مَقصُودَ
العارِفينَ اَنِ افْرَحُوا يا اَهْلَ اللّهِ بِذِکرِ اَيّامٍ فيها ظَهَرَ
الفَرَحُ الأَعظَمُ بِما نَطَقَ لِسانُ الْقِدَمِ اِذ خَرَجَ مِنَ البَيْتِ
مُتَوَجِّهاً اِلی مَقامٍ فيه تَجَلّی بِاسْمِه الرَّحمنِ عَلی مَنْ
فِی الأِمکانِ تَاللّهِ لَو نَذکُرُ اَسرارَ ذاکَ اليَومِ لينصَعِقُ
مَنْ فيِ المُلکِ وَ المَلَکوُتِ اِلّا مَنْ شآءَ اللّهُ المُقتَدِرُ
العَليمُ الحَکيمُ إِذاً اَخذَ سُکْرُ خَمْر الآياتِ مُظْهِر الْبَيّناتِ
وَ خَتَمَ البَيانَ بِذکرِ اِنَّه لا اِله اِلّا اَنَا المتعالِی المُقتَدِرُ العَزيزُ الْعَلّامُ