قل يا قوم لا تمنعوا انفسکم عن فضل اللّه و رحمته و مَن
يمنع انّه علی خسران عظيم قل يا قوم اَ تعبدون التّراب وَ
تَدَعُون ربَّکم العزيز الوهّاب اتّقوا اللّه و لا تکُوننّ من
الخاسرين قل قد ظهر کتابُ اللّه علی هيکل الغلام فتبارک اللّه
أحسن المبدعين أنتم يا ملأ الأرض لا تهربوا عنه أن اسرعوا
اليه و کونوا من الرّاجعين توبوا يا قوم عمّا فرّطتم فی جنب
اللّه و ما اسرفتم فی امره و لا تکوننّ من الجاهلين هو الّذی
خلقکم و رزقکم بامره و عرّفکم نفسه العزيز العليّ العليم و أظهر
لکم کنوزَ العرفان و عرّجکم اِلی سمآء الايقان فی امره المحکم
العزيز الرّفيع ايّاکم ان تمنعوا فضلَ اللّه عن انفسکم و لا
تبطلوا أعمالکم و لا تنکروه فی هذا الظّهور الأظهر الأمنع
المشرق المنير فأنْصِفُوا فی امر اللّه بارئکم ثمّ انظروا الی
ما نزّل عن جهة العرش و تفکّروا فيه بقلوب طاهر سليم اذاً يظهر
لکم الأمر کظهور الشّمس فی وسط السّماء و تکونّن من الموقنين قل
انّ دليلَه نفسُه ثمّ ظهورُه و من يعجز عن عرفانهما جعل الدَّليل
له آياته و هذا من فضله علی العالمين و أودعَ فی کلّ نفس ما
يَعْرِفُ به آثارَ اللّه و من دون ذلک لم يَتّم حجّتُه علی عباده
ان انتم فی امره من المتفکّرين انّه لا يظلم نفساً و لا يأمر
العبادَ فوق طاقتهم و انّه لهو الرّحمن الرّحيم قل قد ظهر امر
اللّه علی شأن يَعْرِفُه أکْمَهُ الارض فکيف ذو بصر طاهر منير
و انّ الاکمه لن يُدرک الشّمسَ ببصرها ولکن يدرک الحرارةَ الّتی
تظهر منها فی کلّ شهور و سنين ولکن اکمه البيان
تاللّه لن يعرفَ الشّمسَ و لا أثرَها و ضيائَها و لو تطلع فی
مقابلة عينه فی کلّ حين قل يا ملأ البيان إنّا اختصصنا کم
لعرفان نفسنا بين العالمين و قرّبناکم الی شاطئ الأيمن عن يمين
بقعة الفردوس المقام الّذی فيه تنطق النّار علی کلّ الالحان
بانّه لا إله الّا أنا العليّ العظيم ايّاکم ان تحجبوا انفسکم
عن هذه الشّمس الّتی استضائت عن افق مشيّة ربّکم الرّحمن
بالضّياء الّذی احاط کلّ صغير و کبير ان افتحوا ابصارَکم
لتَشهَدوها بعيونکم و لا تعلّقوا أبصارکم بذی بصر لانّ اللّه
ما کلّف نفساً الّا وسعها و کذلک نَزّل فی کلّ الالواح علی
النّبيين و المرسلين أن ادخلوا يا قوم فی هذا الفضاء الّذی ما
قدّر له من اوّل و لا من آخر و فيه ارتفع نداء اللّه و تهبّ
روائح قدسه المنيع و لا تَجعلوا اجسادکم عَرِيَةً عن رداءِ العزّ
و لا قلوبکم عن ذکر ربّکم و لا سمعکم عن استماع نغماته الأبدع
الأَمنع العزيز الأفصح البليغ ...