يا قلمَ الأعلی دَعْ ذکر الذّئب و اذکر
الرّقشاء الّتی بظلمها ناحت الأشياء و ارتعدت فرائص الاولياء کذلک
يأمرک مالک الاسماء فی هذا المقام المحمود قد صاحَتْ من ظلمک البتول و
تظنّ انّک من آل الرّسول کذلک سَوَّلَتْ لک نفسک يا ايّها المعرض عن اللّه
ربّ ما کان و ما يکون انصفی يا ايّتها الرّقشاء بايّ جرم لَدَغْتِ ابناء
الرّسول و نهَبتِ اموالَهم اکفَرتِ بالّذی خلقکِ بامره کن فيکون
١٣٢
قد فعلتِ بابناء الرّسول ما لا فعلت عادٌ و ثمود بصالحِ و هودِ ولا
اليهود بروح اللّه مالک الوجود ا تنکر آياتِ ربّک الّتی اذ نزّلت من
سمآء الأمر خضعت لها کتب العالم کلّها تفکّر لتَطّلعَ بفعلک يا ايّها
الغافل المردود سوف تأخذک نفحات العذاب کما اخذَتْ قوماً قبلک اِنْتَظِر
يا ايّها المشرک باللّه مالک الغيب و الشّهود هذا يوم اخبر به اللّهُ
بلسان رسوله تفکّر لتعرف ما انزله الرّحمن فی الفرقان و فی هذا اللّوح
المسطور هذا يوم فيه اتی مشرقُ الوحی بآيات بيّنات عجز عن احصائها
المحصون هذا يومٌ فيه وَجَدَ کلّ ذی شمٍّ عَرْفَ نسمةِ الرّحمن فی
الامکان و سرع کلّ ذی بصر اِلی فرات رحمة ربّه مالک الملوک .
يا ايّها الغافل تاللّه قد رجع حديث الذّبح و الذّبيحُ توجّه اِلی مقرّ
الفداء و ما رجع بما اکتسبت يَدک يا ايّها المبغض العنود أظننتَ
بالشّهادة ينحطّ شأنُ الأمر لا و الّذی جعله اللّه مَهبَطَ الوحی ان
انتَ من الّذين هم يفقهون ويلٌ لک يا ايُّها المشرک باللّه و للّذين
اتّخذوک إماما لأنفسهم من دون بيّنة و لا کتاب مشهود کم من ظالم قام
علی اطفاء نور اللّه قبلک و کم من فاجر قَتَل و نَهَبَ اِلی ان ناحت من
ظلمه الافئدةُ و النّفوس قد غابت شمسُ العدل بما استوی هيکل الظّلم علی
اريکة البغضاء ولکن القوم هم لايشعرون قد قُتِلَ ابناء الرّسول و
نُهِبَ اموالُهم قل هل الاموال کَفَرتْ باللّه أم مالکها علی زعمک انصِفْ
يا ايّها الجاهل المحجوب قد اخذتَ
١٣٣
الاعتسافَ و نبذتَ الانصاف بذلک ناحت الأشياء و انت من الغافلين
قد قتلتَ الکبيرَ و نهبتَ الصَّغير هل تظنُّ انّک تأکُلُ ما جمعته
بالظّلم لا و نفسی کذلک يخبرک الخبير تاللّه لا يغنيک ما عندک و ما
جمعتَه بالاعتساف يشهد بذلک ربُّک العليم قد قمت علی اطفاء نور الأمر
سوف تَنْخَمِدُ نارُک أمراً من عنده انّه هو المقتدر القدير لا تعجزه
شئونات العالم و لا سطوة الامم يفعل ما يشاء بسلطانه و يحکم ما يريد
تفکّر فی النّاقة مع انّها من الحيوان رفعها الرّحمنُ اِلی مقام نطق
السُنُ العالم بذکرها و ثنائها انّه لهو المهيمن علی من فی السّموات و
الارض لا اله الّا هوَ العزيزالعظيم کذلک زيّنّا آفاق سمآء اللّوح
بشموس الکلمات نعيماً لمن فاز بها و استضاء بأنوارها و ويل للمعرضين و
ويل للمنکرين و ويل للغافلين الحمد للّه ربّ العالمين .
١٣٤