١٥٦ يا محمّد قبل حسين ، کن مستعدّاً لنزول عناية اللّه ربّ العالمين انّ الرّحمن اراد ان يقذف لک لئالئ العرفان من بحر فضله العزيز المنيع

هل من ذی بصر يشهد و يری و هل من ذی سمع يسمع ندائی الأحلی من الأفق الأعلی و هل من ذی قلب يقبل اِلی سدرة المنتهی علی شأن لا تضعفه سطوة الملوک و لا ضوضاء المملوک ينطق بالحکمة و البيان فی الامکان و يشهد بما شهد اللّه انّه لا اله الّا هو القويّ الغالب المقتدر العليم الحکيم

يا حسين قد ذکر ذکرک لدی المظلوم فی السّجن الأعظم و انزل لک ما لا تعادله کتب العالم يشهد بذلک مالک القدم ولکن النّاس اکثرهم من الغافلين انّا نادينا من افق البرهان من فی الامکان منهم من اخذه عرف بيان ربّه علی شأن نبذ ما عند النّاس شوقاً للقآءاللّه ربّ العرش العظيم و منهم من تحيّر و توقّف و منهم من سرع و طار و اجاب مولاه القديم و منهم من اعرض و انکر اِلی ان کفر باللّه العزيز الحميد و منهم من افتی عليه بظلم ناح به کلّ عارف بصير انّا دعوناهم اِلی کوثر الحيوان و هم حکموا علی سفک دمی بظلم مبين کذلک اشرقت شمس التّبيان من افق سمآء بيان ربّک الرّحمن انّک اذا فزت بانوارها سبّح بحمد ربّک و قل لک الحمد يا اله العالمين

طوبی لک و للّذين ما منعتهم الدّنيا و زخارفها عن هذا الافق المنير

کبّر احبّائی من قبلی انّا نوصيهم بالحکمة الّتی انزلنا حکمها فی کتابی البديع .