ان يا ايّها الملوک قد قضت عشرين من السّنين و کنّا فی کلّ
يوم منها فی بلاء جديد و ورد علينا ما لا ورد علی احد قبلنا ان
انتم من السّامعين بحيث قتلونا و سفکوا دمائنا و اخذوا اموالنا
و هتکوا حرمتنا و انتم سمعتم اکثرها و ما کنتم من المانعين بعد
الّذی ينبغی لکم بان تمنعوا الظّالم عن ظلمه و تحکموا بين
النّاس بالعدل ليظهر عدالتکم بين الخلائق اجمعين انّ اللّه
قد اودع زمام الخلق بايديکم لتحکموا بينهم بالحقّ و تأخذوا حقّ
المظلوم عن هولآء الظّالمين و ان لن تفعلوا بما اُمرتم فی کتاب
اللّه لن يذکر اسمائکم عنده بالعدل و انّ هذا لغبن عظيم
أَ تأخذون حکم انفسکم و تدعون حکم اللّه العليّ المتعالی القادر
القدير دعوا ما عندکم و خذوا ما أمرکم اللّه به ثمّ ابتغوا
الفضل من عنده و انّ هذا لسبيل مستقيم ثمّ التفتوا الينا و بما
مسّتنا البأسآء و الضّرآء و لا تغفلوا عنّا فی اقلّ من آن ثمّ
احکموا بيننا و بين اعدائنا بالعدل و انّ هذا لخير مبين کذلک
نقصّ عليکم من قصصنا و بما قضی علينا لتکشفوا عنّا السّوء فمن
شاء فليکشف و من لم يشاء انّ ربّی لخير ناصر و معين اَن يا عبد
ذکّر العباد بما القيناک و لا تخف من احد و لا تکن من الممترين
فسوف يرفع اللّه امره و يعلو برهانه بين السّموات و الأرضين
فتوکّل فی کلّ الامور علی ربّک و توجّه اليه ثمّ اعرض عن
المنکرين فاکف باللّه ربّک ناصراً و معين انّا کتبنا علی نفسنا
نصرک فی الملک و ارتفاع امرنا و لو لن يتوجّه اليک احد من السّلاطين .