و امّا ماسئلت من العوالم فاعلم بأنّ للّه عوالم لا نهاية بما
لا نهاية لها و ما احاط بها احد الّا نفسه العليم الحکيم تفکّر فی
النّوم و انّه آية الاعظم بين النّاس لو تکوننّ من المتفکّرين
مثلاً انّک تری فی نومک امراً فی ليل و تجده بعينه بعد سنة او
سنتين او ازيد من ذلک او اقلّ و لو يکون العالم الّذی انت رأيت
فيه ما رأيت هذا العالم الّذی تکون فيه فيلزم
ما رأيت فی نومک يکون موجودا فی هذا العالم فی حين الّذی تراه
فی النّوم و تکون من الشّاهدين مع انّک تری امراً لم يکن موجودا
فی العالم و يظهر من بعد اذاً حقّق بانّ عالم الّذی انت رأيت فيه
ما رأيت يکون عالماً آخر الّذی لا له اوّل و لا آخر و انّک ان
تقول هذا العالم فی نفسک و مطويّ فيها بامر من لدن عزيز قدير
لحق و لو تقول بانّ الرّوح لمّا تجرّد عن العلايق فی النّوم سيّره
اللّه فی عالم الّذی يکون مستوراً فی سرّ هذا العالم لحقّ و انّ
للّه عالم بعد عالم و خلق بعد خلق و قدّر فی کلّ عالم ما لا
يحصيه احد الّا نفسه المحصی العليم و انّک فکّر فيما القيناک
لتعرف مراد اللّه ربّک و ربّ العالمين و فيه کنز اسرار الحکمة و
انّا ما فصّلناه لحزن الّذی احاطنی من الّذين خلقوا بقولی ان انتم من السّامعين ...